
أ. د. علاء عبد السلام
وُلد علاء عبد السلام فى عام ١٩٧٣ بدولة الكويت. تخرج فى كلية التربية الموسيقية –جامعة حلوان – عام ١٩٩٦، تخصص آلة التشيللو بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف، ثم عُيّن بنفس العام معيدًا فى قسم الأداء بالكلية. درس آلة التشيللو على يد العديد من الأساتذة، ومن أشهرهم البروفيسور"توماس جولومورى" أستاذ آلة التشيللو فى كونسرفتوار جورجيا.
حصل على درجة الماجستير عام ٢٠٠٢، ثم على درجة الدكتوراه عام ٢٠٠٧ وعين على هذه الدرجات الوظيفية تباعًا إلى أن أصبح أستاذ دكتور لآلة التشيللو بقسم الأداء عام 2022. كما شغل منصب أستاذ دكتور منتدب بالجامعة الأمريكية فى القاهرة منذ عام ٢٠٢٢.
تم اختياره كقائد مساعد لفرقة الإنشاد الدينى عام ٢٠٠٩ وتم تكليفه بقيادة الأوركسترا الأوبرا الاحتفالى فى الاحتفالات الدينية الكبرى مع كبار المطربين مثل محمد ثروت، نادية مصطفى، إيهاب توفيق .. على سبيل المثال لا الحصر، وذلك على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية،ومسرح سيد درويش بالإسكندرية، حيث تعتبر هذه المسارح من أكبر المسارح وأكثرها أهمية فى جمهورية مصر العربية بأكملها.
أُسند إليه قيادة الأوركسترا فى أكبر الاحتفالات القومية على مسارح دار الأوبرا وخارجها أمثال مئوية الرئيس جمال عبد الناصر، مئوية الرئيس محمد أنور السادات واحتفالات أعياد سيناء بشرم الشيخ بحضور مندوب من رئاسة الجمهورية وكبار رجال الدولة.
منذ عام ٢٠١٦، أصبح القائد الأساسى والمدير الفنى لفرقة الإنشاد الدينى بدار الأوبرا المصرية، وهى الفرقة الوحيدة على مستوى العالم ذات طابع دينى تتبع دار أوبرا، حيث تقدم الفرقة الأعمال التراثية والتواشيح الدينية لأهم الملحنين والمؤلفين والمشايخ فى مصر، وذلك فى الاحتفاليات الكبرى.
قام بقيادة الأوركسترا فى حفلات عديدة ذات طابع خاص مثل: حفلات أعمال الموسيقار بليغ حمدى، وأعمال الموسيقار محمد الموجى، كما قاد حفلات وهابيات للموسيقار محمد عبد الوهاب، حيث تمتاز هذه الحفلات بالإقبال الجماهيرى على المسرح الكبير، مسرح الجمهورية ومسرح معهد الموسيقى العربية "معهد الملك فؤاد سابقًا"، بالإضافة إلى المسرح المكشوف ومسرح النافورة.
تم تكليفه بقيادة الأوركسترا للحفل الختامى لجائزة المجمع العربى للموسيقى والتابع لجامعة الدول العربية، على هامش مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، والذى أقيم بدار الأوبرا المصرية.
كما كُلِّف أيضًا بقيادة فرقة دار أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربى كقائد أساسى عام 2023. تم استضافته وفرقته الخاصة بقيادته، لإقامة حفل "ليلة وردة الجزائرية" بدولة الكويت على مسرح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافى فى ٢٠٢٣.
قام بالعزف مع أوركسترات عديدة تحت قيادة كبار قائدى الأوركسترا العرب مثل: أمير عبد المجيد وعماد عاشور، وشارك بالعزف فى أكثر من ٦٠ مقطوعة موسيقى تصويرية لأفلام مصرية وعربية، وفى أكثر من ٥٠ مقطوعة موسيقى تصويرية لمسلسلات مصرية. وقدعزف فى العديد من المهرجانات العالمية بأوروبا بمصاحبة فنانين عرب وأوروبيين.
ومن الجدير بالذكر، أنه فى عام ١٩٩٣، قد التحق بدار الأوبرا المصرية كعازف لآلة التشيللو فى أوركسترا الشباب بقيادة المايسترو د. سيد عوض. ومنذ عام ١٩٩٥، انضم إلى الفرق الموسيقية المصاحبة لكبار المطربين فى جمهورية مصر العربية والوطن العربى كعازف للتشيللو وحتى الآن، وفى عام ٢٠٠٥، أصبح كعازف أول لآلة التشيللو بالفرق العربية بدار الأوبرا المصرية.
قام عام ٢٠١٩ بالإشراف على ألبوم أغانى سيد درويش المُنتَج بمناسبة العيد المئوى لإنشاء الجامعة الأمريكية بالقاهرة. قاد حفل ذكرى مرور خمسين عامًا على وفاة صوت مصر أم كلثوم، على مسرح الفيلهارمونى دى باريس بفرنسا عام 2024.
يشغل د. علاء عبد السلام حاليا منصب رئيس المركز الثقافى القومى "دار الأوبرا المصرية".

تمثل مصر نقطة تلاقى جغرافية وثقافية منذ فجر التاريخ، فقد تواصلت على أرضها الطيبة مختلف الحضارات وبحكم مكانتها ظلت منارة إشعاع للفكر والفن، واستمراراً لهذا الدور الرائد. وفى عام 1869 قرر الخديوى إسماعيل إنشاء داراً للأوبرا تقام بها احتفالات افتتاح قناة السويس ونتيجة حبه للفنون أراد أن تكون دار الأوبرا الخديوية تحفة معمارية لا تقل عن مثيلاتها فى العالم، فكلف المهندسين الإيطاليين "افوسكانى" و"روسى" بوضع تصميم يراعى الدقة الفنية والروعة المعمارية والاهتمام بالزخارف، ولذلك تمت الاستعانة بعدد من الرسامين ،المثالين والمصورين لتزيين المبنى وتجميله وتم بناؤه من الأخشاب واستغرق العمل فيها ستة أشهر. وكانت رغبة الخديوى إسماعيل أن تفتتح دار الأوبرا الخديوية بأوبرا "عايدة" التى تروى قصة خالدة من أعماق التاريخ المصرى، إلا أنه لم يقدر لها الظهور فى حفل الافتتاح بسبب الحرب الفرنسية الألمانية وحصار باريس واستحالة شحن الملابس والديكورات، وقدمت بدلاً منها أوبرا "ريجوليتو"، أما أوبرا "عايدة" فقد ظهرت بعدها بعامين وقدمت لأول مرة عام 1871، وبعد عدة أعوام مثلت خلالها الأوبرا الخديوية المنارة الثقافية الوحيدة فى الشرق الأوسط وأفريقيا وفى فجر الثامن والعشرين من أكتوبر 1971 احترق المبنى القديم فى مشهد مأسوى أصاب المصريين بالهلع والخوف على مستقبل الثقافة والفنون. ومع ازدياد الحاجة إلى إيجاد مركز تنويرى يهدف إلى تقديم الفنون الرفيعة بالإضافة إلى إحياء التراث الفنى المصرى فى مختلف مجالاته قامت وزارة الثقافة بالتنسيق مع هيئة التعاون العالمية اليابانية (JICA) لإنشاء دار الأوبرا المصرية بمنحة تبرز أواصر الصداقة والتعاون بين الشعبين المصرى واليابانى، وتم اختيار أرض الجزيرة لتكون مقراً لها وتم الاتفاق على تصميم معمارى إسلامى حديث يتناغم مع ما يحيط بها من مبان، وفى عام 1985 تم وضع حجر الأساس للمبنى الذى أكتمل بعد 34 شهرا من العمل الجاد المتواصل لتُفتتح دار الأوبرا المصرية فى 10 أكتوبر عام 1988 وتصبح أحدث معالم القاهرة الثقافية وأول دارا للأوبرا فى الشرق الأوسط.

